الاخبار الاقتصادية

وصول وعاء المفاعل النووي الأول إلى محطة الضبعة استعدادًا للتركيب في نوفمبر المقبل

24/10/2025 -

شهد ميناء الضبعة التخصصي يوم 21 أكتوبر 2025 حدثًا تاريخيًا يُعد نقطة تحول في مسيرة مصر نحو دخول عصر الطاقة النووية، حيث وصل وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية قادمًا من روسيا الاتحادية، في خطوة تمثل إحدى أهم مراحل تنفيذ المشروع النووي المصري، تمهيدًا لبدء أعمال التركيب خلال شهر نوفمبر المقبل، بالتزامن مع احتفالات الدولة بعيد الطاقة النووية الخامس في 19 نوفمبر. ويُعد وعاء ضغط المفاعل من أهم وأدق مكونات المفاعل النووي، إذ يحتوي على قلب المفاعل الذي تتم بداخله التفاعلات النووية المتحكم بها لإنتاج الطاقة. ويتميز هذا الوعاء العملاق بقدرته الفائقة على تحمل الضغط ودرجات الحرارة العالية، مع ضمان الإحكام الكامل ضد أي تسرب، بما يضمن أعلى معايير الأمان النووي وفق المواصفات الدولية المعتمدة. تم تصنيع الوعاء في مصنع إيجورا التابع لمؤسسة روساتوم الروسية، إحدى كبرى المؤسسات العالمية في مجال بناء وتشغيل المحطات النووية، واستغرقت عملية تصنيعه أكثر من 40 شهرًا بدأت في مايو 2022، بمشاركة فعالة من خبراء هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء الذين أشرفوا على عمليات التفتيش وضمان الجودة منذ المراحل الأولى للتصميم وحتى اكتمال التصنيع. وانطلقت رحلة نقل الوعاء من ميناء سانت بطرسبورغ في روسيا يوم 1 أكتوبر 2025 على متن سفينة متخصصة لنقل المعدات الثقيلة، واستغرقت الرحلة نحو 20 يومًا حتى وصولها إلى ميناء الضبعة التخصصي، وسط استعدادات مكثفة لاستقبال هذا المكون المحوري الذي يمثل العمود الفقري للمفاعل النووي. وبحسب مصادر مسؤولة في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، من المقرر أن تبدأ عمليات تركيب وعاء ضغط المفاعل خلال شهر نوفمبر المقبل داخل مبنى المفاعل الرئيسي، وهي الخطوة التي تمثل المرحلة الأهم في تنفيذ الوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية، والتي ستعقبها أعمال الاختبارات الميكانيكية والحرارية تمهيدًا لبدء التشغيل التجريبي خلال الأعوام القليلة المقبلة. وأكدت المصادر أن وصول وعاء المفاعل النووي إلى موقع الضبعة يجسد التقدم الكبير في تنفيذ المشروع، الذي يُعد أحد أضخم مشروعات التعاون بين مصر وروسيا، موضحة أن هذا الإنجاز يأتي بعد إتمام جميع الأعمال المدنية والتجهيزات الإنشائية في مبنى المفاعل الأول. يُذكر أن مشروع محطة الضبعة النووية يشمل أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، ويُنفذ وفق أعلى المعايير العالمية للأمان والجودة، بهدف تعزيز أمن الطاقة في مصر وتنويع مصادر إنتاج الكهرباء لتلبية احتياجات التنمية المستدامة. ويُنتظر أن يشهد شهر نوفمبر المقبل احتفالًا رسميًا بموقع المحطة النووية بمناسبة عيد الطاقة النووية الخامس، الذي يوافق ذكرى الإعلان عن بدء تنفيذ مشروع الضبعة عام 2020، وسط توقعات بأن يشكل تركيب وعاء المفاعل لحظة فارقة تؤكد دخول مصر فعليًا إلى نادي الدول المالكة للتكنولوجيا النووية السلمية

للمزيد من التفاصيل ...