الاخبار الاقتصادية

مؤتمر شرق المتوسط: ميناء بورسعيد من المراكز التجارية العالمية

20/06/2025 -

عقدت عدة دول من وكلاء الشحن والموانئ بمنطقة شرق البحر المتوسط مؤتمرها السنوي بأثينا، مؤكدين على أن المنطقة لم تعد مجرد نقطة استراتيجية، بل أصبحت مركزا مزدهرا في المشهد البحري العالمي. وتم مناقشة ما يواجهه قطاع الشحن والخدمات اللوجستية والموانئ والتكنولوجيا من الاضطرابات الحالية، وتحديد الفرص التي تقود التحول في شرق البحر الأبيض المتوسط وخارجه. وخلص المؤتمر إلى أن موانئ البحر الأبيض المتوسط تتفوق على موانئ الشمال، حيث يتسارع نشاطها بوتيرة أسرع من شمال أوروبا، حيث تبرز موانئ رائدة مثل بيرايوس وفالنسيا ومالطا وبورسعيد كمراكز تجارية عالمية. وسلط المؤتمر الضوء على أن موانئ البحر الأبيض المتوسط تستوعب الآن ما يقرب من نصف تجارة الحاويات بين آسيا وأوروبا، أي ما يعادل 10.1 مليون حاوية مكافئة من أصل 23 مليون حاوية نمطية، مدعومةً بتوجهات الموانئ القريبة من أوروبا، وتحول قاعدة الإنتاج إلى مناطق أقرب إلى أوروبا. كما أشار المؤتمر إلى أن مالكي السفن يواجهون أفقًا مضطربًا يتسم بتشرذم سلسلة التوريد وتشكيل تحالفات جديدة لشحن الحاويات، واستمرار تركيز الطاقة الاستيعابية في أيدي عدد قليل من الجهات من نقص حاد (Ro-ro) المهيمنة، كما أن قطاع النقل البحري يتعافي بينما يشهد نمو أحجام السفن ركودًا، ومع ذلك، فإن التكامل الرأسي يعيد تشكيل الصناعة حيث تستثمر شركات النقل بشكل متزايد في السكك الحديدية والمحطات الداخلية والخدمات اللوجستية لسلسلة التوريد الكاملة، من المستودعات إلى التسليم في الميل الأخير. كما أشار المؤتمر إلى أن نشر الذكاء الاصطناعي يتم تدريجيًا على متن السفن لتجنب الاصطدام، وتحسين استهلاك الوقود، والدفاع السيبراني. كما تطرق المؤتمر إلى أن مشغلي الموانئ والمحطات يواجهون تحديات متعددة بدءًا من تكييف البنية التحتية مع السفن الأكبر حجمًا، إلى الاستثمار في الكهرباء والأتمتة والعمليات المستدامة والرافعات الآلية (OPS) كانت إمدادات الطاقة البرية والتكيف مع المناخ مواضيع ساخنة. ووقث المؤتمر فأنه مع دخول مالكي السفن في عمليات المحطات تواجه المحطات انخفاضًا في هوامش الربح وضعفًا في قدرتها التفاوضية، كما حذر المتحدثون من تصاعد وتيرة الحوادث الإلكترونية. وتطرق المؤتمر إلى أن نشاط النقل البري يشهد سلسلة من التطور الملحوظ، حيث يتزايد الطلب على التخزين في مراكز الخدمات اللوجستية مدفوعًا بسعي الشركات إلى زيادة مخزوناتها الاحتياطية، إلا أن نقص العمالة، وارتفاع تكاليف البناء، والحاجة إلى الأتمتة دفعت قطاع العقارات اللوجستية إلى بيئة أكثر تنافسية، مع كثافة في رأس المال وتحويل المراكز البحرية إلى مراكز خضراء. ومع تحول مسارات التجارة العالمية وتزايد تقلب المشهد الجيوسياسي، أكد مؤتمر شرق المتوسط البحري أن البحر الأبيض المتوسط على أهبة الاستعداد لإعادة تعريف دوره، فمن خلال الابتكار والاستثمار والتنسيق الاستراتيجي أصبحت المنطقة مستعدة ليس فقط لمواجهة التحديات، بل لقيادة دفة الريادة في حجم نقل البضائع والركاب.

للمزيد من التفاصيل ...